recent
أخبار ساخنة

ماري كوري | قصة أكتشاف عنصري البولونيوم و الراديوم

ماري كوري Marie Curie

قصة أكتشاف عنصري البولونيوم والراديوم

ماري كوري | قصة أكتشاف عنصري البولونيوم و الراديوم

ولدت عالمة الفيزياء والكيمياء ماري كوري في مدينة وارسو في بولندا عام 1867م  وعملت هناك معلمة لأطفال العائلات الثرية حتى تمكنت من توفير المال اللازم لها لإتمام دراستها في باريس التي حصلت فيها على إجازة في الفيزياء وأخرى في الرياضيات.
في باريس تقابلت مع أستاذ الفيزياء بيير كوري pierre Curie الذي أعجب بجمال وجهها وسرعة تفكيرها
فقد كانت ماري شابة جميلة ذاتُ شعر فاتح ووجه ناعم وجميل ، فتزوجها ورزقا بطفلة أسمياها أرين Irene في عام 1897م وفيما بعد رزقا بطفلة ثانية هي ايف Eve
بعد ولادة أرين بفترة قصيرة قررت ماري كوري Marie Curie دراسة الأشعة التي أكتشفها هنري بيكوريل Henri Becquerel قبل عامين .فقدّ كرست كل وقتها واهتمامها لبحثها ، وحظيت برعاية ومساعدة زوجها بيير كوري الذي وفّر لها بعض الأجهزة التي احتاجتها في العمل .
بدأت ماري كوري باختبار كافة العناصر المعروفة في ذلك الوقت واحداً بعد الآخر
وبعد عملاً طويل أستطاعت أكتشاف عنصر الثوريوم Thorium اللذي يشبه عنصر اليورانيوم في إصداره للأشعة دون التعرض لأشعة الشمس أو أي مصدر آخر من الطاقة
كان هذا الأكتشاف دليلاً آخر لايقبل الشك بأن هذا النشاط لم يكن حكراً لعنصر اليورانيوم وحده .
أطلق بيير وماري كوري على هذه الظاهرة أسم النشاط الأشعاعي Radioactivity

تابعت ماري كوري عملها في أختبار مواد أخرى لمعرفة المزيد عن طبيعة النشاط الأشعاعي .
وفي أحد الأيام بينما كانت تعمل بقطعة من اليورانيوم المحتوية على صخر يدعى Pitehblende تملكتها الدهشة حينما وجدت أنها تصدر أشعة أكثر قوة من الأشعة الصادرة من اليورانيوم والثوريوم ، قامت بقياس قوة الأشعاع أكثر من مرة لتتأكد من أنها لم تخطئ ولكن النتيجة كانت نفسها في كل مرة .
اعتقدت ماري أن قطعة الصخر لابد وأنها تحتوي على عنصر جديد غير معروف ذو نشاط إشعاعي ولكن مقدار العنصر في قطعة الصخر كان صغير جداً لدرجة لا يمكن رؤيته فقوة الأشعاع فقط هي من دلّت على وجود هذا العنصر

أثار هذا الأكتشاف حماسة ماري وبيير كوري فتركَ بيير عمله في الجامعة وفرغَ وقته في البحث مع زوجته عن هذا العنصر الجديد ذي النشاط الأشعاعي في الحجر الصخري.
وبعد أشهر طويلة من العمل المضني والجاد أستطاعا أكتشاف عنصراً أخر أطلقت ماري عليه أسم البولونيوم Poloniom
وذلك تيمناً ببلدها بولندا .
وبعد هذا الأكتشاف بستة أشهر وجدا أن الحجر الصخري يحتوي على عنصر آخر ذو قوة أشعاع أقوى من البولونيوم وأسميا هذا العنصر بالراديوم Radium

حاولَ فريق كوري البحثي أن يفصل الراديوم الحرّ من الحجر الصخري ولكنهم واجهوا صعوبات كبيرة ، إذ أن هناك كمية ضئيلة جداً من الراديوم في الحجر الصخري فكان عليهم معالجة مئات من الكيلو غرامات من الحجر الصخري قبل أن يتمكنوا من الحصول على مقدار ضئيل جداً من الراديوم النقي .
أحتاج فريق كوري للمضي قدماً في هذا العمل الى مكان أوسع من تلك الغرفة الصغيرة التي كانا يعملان بها .
وتمكنا من العثور على بناء صغير كان يستعمل كمخزن لحطب الوقود يتبع لمدرسة الفيزياء التي كان بيير يدرس فيها . ولكن كان هذا البناء مجرد أرض عارية وباردة حتى أنه في الأيام الممطرة كان الماء يتسرب من سقفه ، وحقيقة الأمر ان هذا البناء كان أبعد مايكون عن مختبر بكل معنى الكلمة ، ولكن مع ذلك فقد أمضت ماري أسعد سنوات عمرها
وهي تتقاسم العمل مع زوجها بيير .

بعد مضي أربع سنوات عالج خلالها فريق كوري عدة مئات من الكيلو غرامات من الحجر الصخري وحصلوا على 1/10 عشر الغرام من الراديوم النقي وهو مقدار ضئيل جداً وبلكاد يمكن رؤيته ولكن مع ذلك تمكنت ماري من دراسة خواص الراديوم من خلال هذه الكمية الضئيلة ، حيثُ وجدت ماري أن نشاط الراديوم يعادل أكثر بمليون مرة من نشاط وزن مكافئ لهُ من اليورانيوم  .
إن الراديوم وكما ثبت فيما بعد لهو فوائد عظيمة في دراسة طبيعة الذرة وفي مجال الطب لمعالجة السرطان .
باتت دراسة الراديوم ونشاطه الأشعاعي الشغل الشاغل لماري
فتابعت عملها في هذا المجال حتى بعد وفاة زوجها إثر صدمه بعربة تجرها الخيول عام 1906م
تابعت ماري منفردة العمل الذي بدأوه معاً لقد كانت قادرة على إنجاز اكتشافات أخرى.

بعد زمن قصير من اكتشاف فريق كوري لعنصري البولونيوم والراديوم وجد علماء آخرون مواداً مشعة أكثر
وأصبح من الواضح أن النشاط الأشعاعي واسع الأنتشار في الطبيعة أكثر مما ظنه العلماء سابقاً .
google-playkhamsatmostaqltradent